معركة تيشيت ...إعتقال الأمير سيدي أحمد بن عيده وإستشهاد أحد أهم قادة المقاومة المجاهد أحمد بن مكيه الغيلاني
بعد سقوط أدرار في يد القوات الفرنسية إضطر الأمير المجاهد سيدي أحمد بن عيده إلى إتخاذ تيشيت البعيدة نسبيا منطلقا لهجماته ضد جيش الإحتلال وبعد صولات وجولات تمكنت فرنسا من الحصول على معلومات أكيدة حول أماكن تموضع قوات الأمير ,فأنطلقت حشود المستعمر بمعية كوميات وتجمعت حول موقع "تمكرارت"
في فجر يوم الأحد 13 يناير من سنة 1912 وفي موقع "تمكرارت "بالقرب من تيشيت هاجمت القوات الفرنسية الأمير سيدي أحمد بن عيده ولم يكن معه أنذاك سوى جماعة قليلة غير أنها اشتبكت بجرأة وبسالة نادرة مع قوات العدو في قتال شرس استمر عدة ساعات ,ثبتت فيه جماعة الأمير واستماتت في القتال حتى أصيب الأمير بجرح بليغ في رجله تسبب في نزيف حاد عاق الأمير عن الحركة وتوجيه وقيادة المعركة عندئذ تمكنت القوات الفرنسية من تشتيت جماعة الأمير وإجبارها على إخلاء مواقعها والإستيلاء على ماعندها من أسلحة وعتاد وإبل , وكان أول من عثر على الأمير الجريح جماعة من المجندين البيظان الذين كانو ضمن طلائع القوات الوحدات الفرنسية وبعد أسر الأمير حاول أحد المجندين , ويدعى الخن بن عمار , إطلاق الرصاص على الأمير , وفي رواية أخرى أن الذي حاول إطلاق النار عليه هو الكرامة بن أعلي الأكحل , لكن سيدي أحمد بن كنكو منعه ,وحافظ على حياة الأمير حتى لحق بهم القائد الفرنسي فسلمه له
استشهد في هذه المعركة أحد أهم القادة البارزين للمقاومة والذراع اليمنى للأمير وهو المجاهد أحمد بن مكيه الغيلاني , كما جرح أعليه بن أحود , وأعلي بن بح الغيلاني , كما جرح وأسر أحمد بن سالم بن سربا , ومحمد المختار بن جاش , وولد الخطاط وهما من جماعة إديشلي
تحدث الباحث والمؤرخ الفرنسي ابيير بونتي عن هذه المعركة وقال :{كانت المفاجأة كاملة عندما وصلت الكتيبة الفرنسية الزاحفة يوم 12 يناير1912 إلى بلدة تيشيت , ولم تشتبك سوى مع بضع عشرات من الرجال الذين قاوموا بشجاعة نادرة , وجرح الأمير سيدي أحمد جرحا بليغا ووقع في الأسر ,كما قتل أحمد بن ابراهيم بن مكيه الغيلاني , وتفرق منشقو أدرار , والناجون الذين لجئوا إلى "ولاتة"تم طردهم بعد ذلك بأسابيع بمجيء تجردة فرنسية قادمة من السودان إحتلت قصر ولاتة }
وذكر الرائد جيلييه في كتابه مايلي :{ان جماعة الأمير فقدت ثمانية قتلى وتم الإستيلاء على 11 بندقية و20 بندقية }
حمل الأمير إلى مدينة "سانت لويس "في السينغال حيث تم علاجه من جرحه الذي أصيب به في رجله , وبعد شهور أعيد إلى أدرار بعد أن تظاهر بقبول الخضوع للإدارة الفرنسية
وطبعا وكما هو معروف ظل الأمير المجاهد على عدائه الفطري للمحتل الغازي الصليبي على الرقم من الجراح وألام الأسر حتى من الله عليه بالشهادة مقبلا غير مدبر في معركة وديان الخروب سنة 1932
حلقات مفقودة من تاريخنا المجيد حاول البعض أن يطمسها لكن التاريخ لايرحم والحق يعلو ولايعلى عليه ...رحم الله الأمير الفقيه الشاعر الشهيد سيدي أحمد بن عيده والقائد الشهيد أحمد بن مكيه الغيلاني وكل شهداء وأبطال المقاومة الباسلة
المصدر ..كتاب الشيخ ماء العينين علماء وأمراء في مواجهة الإستعمار الأوروبي